ما هي بطانة الرحم المهاجرة، وما هي الأسباب والأعراض؟


 بطانة الرحم المهاجرة هي حالة طبية مؤلمة تتميز بوجود نسيج ،يشبه ذلك النسيج الذي يبطن الرحم من الداخل، ونموه في مكان آخر خارج الرحم،و أكثر الأماكن الشائعة لحدوثه هي: المبيض، قناتي فالوب، منطقة الحوض ونادرا أن يحدث في مناطق أعلي من منطقة الحوض.

هذا النسيج المشابه لبطانة الرحم يقوم بنفس وظيفة بطانة الرحم فهو يزيد في السُمك وينفصل وينزف مع كل دورة شهرية، ولكن لأن هذا النسيج ليس له مخرج من الجسم لذلك يظل محتبسا. عندا تصيب بطانة الرحم المهاجرة المبيض فإنها تكون حويصلات تؤدي بعد ذلك إلي تكون ندبات ومن ثم التصاقات نتيجة وجود أنسجة ليفية تسبب التصاق أعضاء الحوض بعضها ببعض.

تسبب بطانة الرحم المهاجرة ألم -يكون شديد في بعض الأحيان- خاصة في وقت الدورة الشهرية كما تسبب مشاكل في الخصوبة ولكن من حسن الحظ أن العلاج متاح وفعال.

الأعراض:

الأعراض المبدأية تكون ألم في منطقة الحوض يتزامن مع وقت الدورة الشهرية ومع أن هذا العرض يكون معتادا عند معظم الإناث أثناء الدورة الشهرية إلا أن اللاتي يعانين من بطانة الرحم المهاجرة يصفون الألم بأنه أشد وأسوأ من المعتاد كما أنه يستمر لفترة أطول.
أما باقي الأعراض فهي تشمل:
1- ألم شديد قبل وأثناء الدورة الشهرية،وأثناء الجماع،ومع حركة الأمعاء وعند التبول ويكون الألم بأسفل الظهر ومنطقة البطن.
2- نزيف شديد :يكون أثناء الدورة الشهرية أو ما بين كل دورة والأخري.
3-عقم:أحيانا تكون بطانة الرحم المهاجرة هي أول الأسباب التي يتم تشخيصها في الإناث اللواتي يبحثن عن علاج للعقم وفرص للإنجاب.
4-هناك أعراض أخري تشمل الإحساس الدائم بالإرهاق والتعب، اسهال أو إمساك، ميل للقيء، الشعور بالانتفاخ.
 شدة الألم لاتعني بالضرورة تقدم الحالة فقد تكون الحالة بسيطة أو متوسطة ولكن الألم شديد والعكس صحيح قد تكون الحالة متطورة مع وجود ألم بسيط.

الأسباب:

هناك عدة نظريات لتفسير حدوث بطانة الرحم المهاجرة نذكر منها:
1-رجوع الحيض: في هذه الحالة يتم رجوع دم الحيض المحتوي علي خلايا من بطانة الرحم إلي قناة فالوب وتجويف الحوض بدلا من خروجه إلي خارج الجسم مما يؤدي إلي التصاق هذه الخلايا بجدار الحوض وعلي سطح الأعضاء الموجودة به فتنمو هذه الخلايا ويزداد سمكها وتنزف مع كل دورة حيض.
2-نظرية تحول الخلايا البريتونية:يفترض العلماء أن الهرمونات أو العوامل المناعية لها دور في تحفيز تحول الخلايا البريتونية- وهي الخلايا المبطنة للجدار الداخلي للبطن- إلي خلايا مشابهة لخلايا بطانة الرحم.
3- تحول الخلايا الجنينية:بعض الهرمونات مثل الاستروجين يمكنه تحويل الخلايا الجنينية إلي خلايا تشبه خلايا بطانة الرحم أثناء فترة البلوغ.
4- زرع ندبة جراحية:بعد العمليات الجراحية مثل استئصال الرحم أو الولادة القيصرية يمكن أن تلتصق بعض من خلايا الرحم بمكان الشق الجراحي.
5-انتقال خلايا بطانة الرحم إلي مناطق أخري من الجسم إما عن طريق الأوعية الدموية أو سوائل الجسم مثل السائل الليمفاوي.
6-اضطراب في الجهاز المناعي للجسم: مما يجعل الجسم غير قادر علي التعرف علي النسيج المشابه لبطانة الرحم والتخلص منه خارج الجسم.

العلاج:

العلاج إما أن يكون دوائي أو جراحي ويعتمد ذلك علي مدي شدة الأعراض وعلي رغبة المريضة في الإنجاب من عدمه، فبالنسبة للعلاج الدوائي يصف الطبيب بعض مثبطات الألم مثل الأدوية مضادة الالتهاب الخالية من السيرويد أو مشتقات البروفين كما يمكن أن ينصح الطبيب بإضافة العلاج الهرموني(مثل حبوب منع الحمل) في حالة إذا كانت المريضة لا ترغب في الإنجاب. أما بالنسبة للعلاج الجراحي فهناك الجراحة التحفظية وهي العلاج الأفضل لمن ترغب في الإنجاب حيث يتم فيها استئصال البطانة المهاجرة مع الحفاظ علي الرحم والمبايض ويمكن إجراء هذه الجراحة بواسطة المنظار.
1-

تعليقات